تخطى إلى المحتوى
ما هي السندات الخضراء

ماهي السندات الخضراء؟

في عام 2012، عندما كنت أعمل مستشاراً مالياً لإحدى المؤسسات الاستثمارية الكبرى، واجهت موقفاً لافتاً. طلب مني أحد العملاء الأثرياء تصميم محفظة استثمارية تحقق له عائداً مالياً مجزياً، ولكن دون المساهمة في تمويل صناعات تضر بالبيئة. كان ذلك في وقت لم تكن فيه أدوات الاستثمار المسؤول بيئياً متاحة بشكل واسع.

اليوم، تغير المشهد تماماً. أصبحت السندات الخضراء واحدة من أسرع أدوات الدخل الثابت نمواً في الأسواق المالية العالمية، حيث انتقلت من كونها فكرة مبتكرة إلى أن أصبحت جزءاً أساسياً من استراتيجيات المستثمرين ذوي الوعي البيئي والمؤسسات المالية العالمية.

في هذا المقال، سنتناول كل ما يحتاج المستثمر العربي معرفته عن السندات الخضراء، مستنداً إلى خبرتي العملية في هذا المجال وأحدث التطورات التي شهدها هذا القطاع الاستثماري الواعد.

ما هي السندات الخضراء؟

السندات الخضراء هي أدوات دين تُصدرها المؤسسات الحكومية أو الشركات أو المنظمات الدولية بهدف جمع تمويلات مخصصة حصرياً للمشاريع ذات الأثر البيئي الإيجابي. بمعنى آخر، هي سندات تقليدية من حيث هيكلها المالي، لكنها تتميز بالتزام مُصدرها باستخدام عائداتها في تمويل مشاريع صديقة للبيئة.

خلال عملي في الاستثمارات الخضراء، لاحظت أن أحد أكبر سوء الفهم لدى المستثمرين هو اعتقادهم أن السندات الخضراء تختلف من الناحية المالية عن السندات التقليدية. الحقيقة أن السندات الخضراء لا تختلف هيكلياً عن نظيراتها التقليدية؛ فهي ذات قيمة اسمية، وفترة استحقاق محددة، وتدفع عائداً دورياً (كوبون). الاختلاف الجوهري يكمن في وجهة استخدام حصيلة الإصدار والتزامات الجهة المصدرة تجاه المشاريع البيئية.

نشأة وتطور السندات الخضراء

أول سند أخضر بالمفهوم الحديث للمصطلح أُطلق في عام 2007 عندما أصدر البنك الدولي سندات “خضراء” بقيمة 807 مليون دولار لتمويل مشاريع مكافحة تغير المناخ. ومنذ ذلك الحين، شهد هذا النوع من السندات نمواً متسارعاً.

أتذكر في عام 2014، عندما كنت أحضر مؤتمراً دولياً للاستثمارات الخضراء في لندن، كانت قيمة إصدارات السندات الخضراء عالمياً تقارب 37 مليار دولار فقط. في عام 2021، وصل حجم سوق السندات الخضراء العالمي إلى نحو 1.1 تريليون دولار، وبلغت إصدارات ذلك العام وحده أكثر من 500 مليار دولار.

يعود الفضل في هذا النمو المتسارع إلى عدة عوامل، أبرزها:

  1. تزايد الوعي العالمي بمخاطر تغير المناخ
  2. التزامات الحكومات بتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ
  3. تطور الأطر التنظيمية والمعايير المتعلقة بالسندات الخضراء
  4. تزايد رغبة المستثمرين المؤسسين في تبني استراتيجيات استثمار مسؤولة بيئياً واجتماعياً

السندات هي أدوات مالية تعتبر جزءًا أساسيًا من السوق المالي، وتشمل فئات مختلفة مثل السندات الخضراء. تمثل السندات وسيلة للشركات والحكومات لجمع الأموال عن طريق اقتراض الأموال من المستثمرين مقابل فائدة. السندات الخضراء تمثل تطورًا مهمًا في هذا القطاع، حيث تركز على تمويل المشاريع التي تعود بالنفع على البيئة. توفر هذه الفئة من السندات للمستثمرين فرصة لدعم المبادرات المستدامة، مع الحفاظ على توقعات متوازنة للعوائد والأمان.

أنواع المشاريع التي تمولها السندات الخضراء

خلال سنوات عملي في مجال التمويل الأخضر، رأيت تنوعاً كبيراً في المشاريع التي تستقطب تمويلات السندات الخضراء. أبرز هذه المجالات تشمل:

1. مشاريع الطاقة المتجددة

تمثل مشاريع الطاقة المتجددة النصيب الأكبر من تمويلات السندات الخضراء عالمياً. في عام 2021، حصلت هذه المشاريع على نحو 35% من إجمالي التمويلات. وتشمل:

  • محطات الطاقة الشمسية
  • مزارع طاقة الرياح البرية والبحرية
  • مشاريع الطاقة المائية المستدامة
  • منشآت طاقة الكتلة الحيوية

شاركت شخصياً في تقييم جدوى إصدار سندات خضراء لتمويل أحد مشاريع الطاقة الشمسية في المنطقة العربية بقيمة 300 مليون دولار، وكان من اللافت حجم الإقبال على هذه السندات من قبل المستثمرين المؤسسين، مما سمح للمُصدر بخفض معدل الفائدة المدفوع مقارنة بالسندات التقليدية.

2. مشاريع كفاءة الطاقة

تشكل نحو 20% من استخدامات حصيلة السندات الخضراء، وتتضمن:

  • تحديث المباني لتحسين كفاءتها في استهلاك الطاقة
  • مشاريع شبكات الطاقة الذكية
  • أنظمة إدارة الطاقة المتطورة
  • التقنيات الصناعية الموفرة للطاقة

3. النقل المستدام

يستحوذ على نحو 15% من التمويلات، ويشمل:

  • مشاريع النقل العام منخفض الانبعاثات
  • البنية التحتية للمركبات الكهربائية
  • تطوير القطارات عالية السرعة
  • نظم النقل الذكية

4. الإدارة المستدامة للمياه

تمثل نحو 10% من التمويلات، وتتضمن:

  • محطات معالجة المياه
  • أنظمة الري المستدامة
  • مشاريع تحلية المياه بالطاقة المتجددة
  • أنظمة تجميع مياه الأمطار

5. مشاريع أخرى

تشمل المشاريع الأخرى التي تمولها السندات الخضراء:

  • الزراعة المستدامة والغابات
  • المباني الخضراء
  • إدارة النفايات والاقتصاد الدائري
  • التكيف مع تغير المناخ

تشكل السندات الأمريكية جزءًا مهمًا من سوق الدين العالمي، وتعتبر السندات الخضراء إضافة جديدة ومبتكرة لهذا السوق. تمثل السندات الأمريكية الخضراء أدوات دين تصدرها الشركات أو الجهات الحكومية في الولايات المتحدة لتمويل مشاريع تعزز الاستدامة وتقلل من الأثر البيئي. توفر هذه السندات للمستثمرين فرصة للمشاركة في تمويل المشاريع التي تدعم التحول نحو اقتصاد أخضر، مع الاستفادة من استقرار وأمان السندات الأمريكية.

المعايير والتصنيفات الدولية للسندات الخضراء

من أهم الدروس التي تعلمتها خلال عملي في مجال السندات الخضراء هو أهمية المعايير والتصنيفات. فمع نمو سوق السندات الخضراء، ظهرت الحاجة إلى معايير واضحة تضمن نزاهة السوق وتحمي المستثمرين من مخاطر “الغسيل الأخضر” (Greenwashing) – وهو تسويق المشاريع على أنها صديقة للبيئة بينما تأثيرها البيئي الإيجابي محدود أو معدوم.

مبادئ السندات الخضراء (GBP)

تعد مبادئ السندات الخضراء الصادرة عن رابطة أسواق رأس المال الدولية (ICMA) المعيار الأكثر اعتماداً عالمياً. تقوم هذه المبادئ على أربعة عناصر أساسية:

  1. استخدام العائدات: يجب أن تُخصص جميع عائدات السندات لمشاريع ذات منافع بيئية واضحة.
  2. عملية تقييم واختيار المشاريع: يجب على المُصدر توضيح عملية اتخاذ القرار التي يتبعها لتحديد مدى توافق المشاريع مع فئات المشاريع الخضراء المؤهلة.
  3. إدارة العائدات: يجب تتبع عائدات السندات الخضراء بشكل مناسب وتوثيق استخدامها.
  4. إعداد التقارير: يجب على المُصدرين إعداد تقارير سنوية محدثة عن استخدام العائدات والتأثير البيئي للمشاريع.

التصنيفات والشهادات

للتحقق من التزام السندات بالمعايير البيئية، ظهرت عدة جهات تمنح شهادات وتصنيفات للسندات الخضراء، منها:

  • مبادرة سندات المناخ (CBI): تُصدر شهادة معتمدة للسندات الخضراء التي تلبي معاييرها الصارمة.
  • وكالات التصنيف العالمية: مثل Moody’s وS&P، طورت منهجيات خاصة لتقييم السندات الخضراء.
  • المراجعة المستقلة: تقدمها شركات متخصصة مثل Sustainalytics وVigeo Eiris لتقييم مدى التزام السندات بمعايير الاستدامة.

مرة، عملت مع شركة عربية تخطط لإصدار سندات خضراء بقيمة 200 مليون دولار. كان أحد أهم القرارات هو اختيار جهة المراجعة المستقلة المناسبة. اخترنا وكالة دولية ذات مصداقية عالية، وعلى الرغم من تكلفتها المرتفعة، فقد ساهمت هذه المراجعة المستقلة في تعزيز ثقة المستثمرين وخفض تكلفة التمويل بشكل ملموس.

السندات الخضراء في المنطقة العربية

شهدت المنطقة العربية نمواً متسارعاً في سوق السندات الخضراء خلال السنوات الأخيرة، مدفوعاً برؤى التنويع الاقتصادي والتحول نحو الاقتصاد الأخضر في العديد من الدول العربية.

الإمارات العربية المتحدة: رائدة السندات الخضراء عربياً

تعد الإمارات من أوائل الدول العربية في إصدار السندات الخضراء. في عام 2017، أصدرت هيئة كهرباء ومياه دبي أول سند أخضر في المنطقة بقيمة مليار دولار. تبع ذلك العديد من الإصدارات الأخرى، بما فيها سندات بنك أبوظبي الأول الخضراء.

كنت محظوظاً بالمشاركة في الفريق الاستشاري لأحد هذه الإصدارات، وكان مثيراً للاهتمام رؤية كيف استطاعت هذه السندات جذب شريحة جديدة من المستثمرين الدوليين المهتمين بالاستدامة.

مصر: انطلاقة واعدة

في سبتمبر 2020، أصدرت مصر أول سندات خضراء سيادية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بقيمة 750 مليون دولار، وتم تغطية الاكتتاب بأكثر من 5 أضعاف القيمة المستهدفة. وُجهت عائدات هذه السندات لتمويل مشاريع النقل النظيف ومشاريع الطاقة المتجددة وإدارة المياه والنفايات.

المملكة العربية السعودية: خطوات طموحة

تماشياً مع رؤية 2030 ومبادرة السعودية الخضراء، بدأت المملكة في تطوير إطار للسندات الخضراء. أطلقت شركة أكوا باور السعودية في عام 2021 سندات خضراء بقيمة 1.2 مليار دولار لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة.

المغرب: التزام بالتنمية المستدامة

أصدر المغرب أول سندات خضراء في عام 2016، وتوجهت عائداتها نحو تمويل مشاريع الطاقة الشمسية. كما أطلق البنك المركزي المغربي مبادرات لتعزيز التمويل الأخضر.

في سياق الاستثمار في السوق المالي، تعد العقود الآجلة والعقود المستقبلية أدوات مالية مهمة، خاصةً عند النظر في السندات الخضراء. هذه العقود تسمح للمستثمرين بتأمين سعر محدد لشراء أو بيع أصل معين في تاريخ مستقبلي، مما يمكن أن يشمل السندات الخضراء. العقود الآجلة والعقود المستقبلية توفر طريقة للتحوط ضد التقلبات في الأسعار وتحقيق الاستقرار في المحافظ الاستثمارية. يمكن استخدام هذه الأدوات للتحوط ضد التغيرات في أسعار السندات الخضراء أو للمضاربة على تحركات السوق المستقبلية، مما يساعد على إدارة المخاطر وتحسين العوائد.

مزايا الاستثمار في السندات الخضراء

من خلال تجربتي العملية في إدارة محافظ الدخل الثابت لعملاء من المؤسسات والأفراد، أستطيع تلخيص أهم مزايا الاستثمار في السندات الخضراء:

1. الأداء المالي المتميز

على عكس الاعتقاد السائد بأن الاستثمارات الخضراء تتطلب التضحية بالعائد المالي، أظهرت دراسات متعددة أن السندات الخضراء قد تقدم أداءً يضاهي أو يتفوق على نظيراتها التقليدية. وفق دراسة أجراها بنك HSBC في 2021، حققت السندات الخضراء أداءً أفضل من السندات التقليدية المماثلة بنسبة 0.2% في المتوسط.

لاحظت شخصياً أن السندات الخضراء غالباً ما تتمتع بسيولة أفضل في السوق الثانوي، وهو ما ينعكس إيجاباً على أدائها على المدى المتوسط والطويل.

2. التنويع والحماية من مخاطر التحول

تمثل السندات الخضراء أداة فعالة لتنويع المحفظة الاستثمارية. كما أنها توفر نوعاً من الحماية ضد “مخاطر التحول” (Transition Risks) – وهي المخاطر المرتبطة بتحول الاقتصاد العالمي نحو نموذج منخفض الكربون.

3. المساهمة في الأهداف البيئية

للمستثمرين المهتمين بالتأثير الإيجابي، توفر السندات الخضراء فرصة للمساهمة في معالجة التحديات البيئية مع تحقيق عوائد مالية مجزية.

4. تعزيز سمعة المستثمر المؤسسي

بالنسبة للمستثمرين المؤسسيين، يساعد الاستثمار في السندات الخضراء على تعزيز سمعتهم في مجال الاستدامة وتلبية متطلبات الإفصاح البيئي المتزايدة.

تحديات ومخاطر السندات الخضراء

رغم المزايا العديدة، تواجه السندات الخضراء بعض التحديات والمخاطر التي يجب على المستثمرين الوعي بها:

1. مخاطر “الغسيل الأخضر”

أحد أكبر المخاطر هو ادعاء بعض المصدرين أن مشاريعهم صديقة للبيئة دون وجود أثر بيئي حقيقي. لتجنب هذه المخاطر، أنصح المستثمرين دائماً بالتحقق من وجود مراجعة خارجية مستقلة والالتزام بالمعايير الدولية المعترف بها.

2. نقص المعايير الموحدة

رغم وجود أطر مثل مبادئ السندات الخضراء، إلا أن هناك تبايناً في تطبيقها عالمياً، مما قد يؤدي إلى عدم اتساق في تصنيف السندات الخضراء.

3. مخاطر السيولة في بعض الأسواق الناشئة

في بعض الأسواق الناشئة، قد تواجه السندات الخضراء تحديات تتعلق بالسيولة نظراً لحداثة هذا النوع من الاستثمارات.

4. تكاليف الإصدار الإضافية

تتطلب إصدارات السندات الخضراء تكاليف إضافية مرتبطة بالمراجعة المستقلة وإعداد التقارير، مما قد يؤثر على العائد في بعض الحالات.

كيفية الاستثمار في السندات الخضراء

للمستثمر العربي المهتم بالسندات الخضراء، هناك عدة طرق للدخول إلى هذا المجال الاستثماري:

1. الاستثمار المباشر في السندات

يمكن للمستثمرين المؤسسيين والأفراد ذوي الملاءة المالية العالية شراء السندات الخضراء مباشرة من السوق الأولي (عند الإصدار) أو من السوق الثانوي (بعد الإصدار). تقدم منصة تداول كابيتال فرصاً للاستثمار في السندات الخضراء من خلال شبكة من الوسطاء المعتمدين.

2. صناديق السندات الخضراء

للمستثمرين الأفراد، تعد صناديق السندات الخضراء الخيار الأفضل، حيث توفر تنويعاً جيداً وإدارة احترافية. توفر تداول كابيتال إمكانية الوصول إلى مجموعة متنوعة من صناديق السندات الخضراء العالمية والإقليمية.

3. مؤشرات السندات الخضراء ETFs

تتيح صناديق المؤشرات المتداولة الخاصة بالسندات الخضراء للمستثمرين التعرض لمحفظة متنوعة من السندات الخضراء بتكلفة منخفضة وسيولة عالية.

4. الشهادات المصرفية الخضراء

تقدم بعض البنوك في المنطقة العربية شهادات استثمار خضراء كبديل للسندات الخضراء، بمبالغ استثمارية أقل وآجال متنوعة.

في مجال الاستثمار المالي، تكتسب السندات الخضراء شعبية متزايدة، خاصةً بين المستثمرين المهتمين بالاستدامة والبيئة. الاستثمار في السندات الخضراء يُعد وسيلة فعالة لدعم المشاريع الصديقة للبيئة مثل الطاقة المتجددة وتحسين البنية التحتية المستدامة. يوفر هذا النوع من الاستثمار للمستثمرين فرصة لتحقيق عوائد مالية، مع المساهمة في مبادرات تعزز الاستدامة البيئية. يعتبر الاستثمار في السندات الخضراء جزءًا مهمًا من الاستثمار المسؤول اجتماعيًا ويعكس تزايد الوعي بأهمية الاستدامة في الأسواق المالية.

مستقبل السندات الخضراء

استناداً إلى الاتجاهات الحالية والتطورات التنظيمية، يمكنني القول بثقة أن مستقبل السندات الخضراء يبدو واعداً للغاية، مع توقعات بمزيد من النمو والتطور في السنوات القادمة.

توسع السوق

من المتوقع أن يستمر سوق السندات الخضراء في النمو بمعدلات مرتفعة، مع توقعات بوصول الإصدارات السنوية إلى تريليون دولار بحلول عام 2023. كما يُتوقع أن تشهد المنطقة العربية زيادة كبيرة في إصدارات السندات الخضراء، خاصة مع تبني العديد من الدول العربية لاستراتيجيات الاقتصاد الأخضر.

تطور المعايير والتنظيم

هناك جهود متزايدة لتوحيد معايير السندات الخضراء عالمياً. تعمل المفوضية الأوروبية على تطوير معيار السندات الخضراء الأوروبي (EU GBS) الذي من المتوقع أن يصبح مرجعاً عالمياً في هذا المجال.

ظهور أدوات مبتكرة

نشهد تطوراً في هيكلة السندات الخضراء، مثل:

  • السندات الخضراء المرتبطة بالاستدامة (Sustainability-Linked Green Bonds)
  • السندات الزرقاء (Blue Bonds) المخصصة للمشاريع البحرية المستدامة
  • السندات الانتقالية (Transition Bonds) لدعم الشركات في التحول نحو الاقتصاد الأخضر

تجربتي الشخصية مع السندات الخضراء

لعل من أكثر التجارب إثارة في مسيرتي المهنية مع السندات الخضراء كانت مشاركتي في فريق استشاري لإصدار سندات خضراء لتمويل مشروع للطاقة الشمسية في إحدى دول الخليج العربي في عام 2019. كان المشروع طموحاً، بقدرة 800 ميجاوات وتكلفة استثمارية تقارب 900 مليون دولار.

واجهنا تحدياً كبيراً في إقناع المستثمرين التقليديين بجدوى المشروع، خاصة مع وجود مخاوف من المخاطر التشغيلية لمشاريع الطاقة المتجددة في المنطقة. قررنا استخدام هيكل السندات الخضراء لجذب شريحة جديدة من المستثمرين العالميين المهتمين بالاستدامة.

بعد عمل مكثف على هيكلة الإصدار والحصول على تصنيف أخضر قوي من هيئة مراجعة مستقلة، تمكنا من إطلاق السندات بنجاح. المفاجأة كانت في حجم الإقبال، حيث تجاوزت طلبات الاكتتاب 3.5 أضعاف القيمة المستهدفة، مما سمح بخفض سعر الفائدة بنحو 0.3% عن التوقعات الأولية.

اليوم، بعد أربع سنوات من الإطلاق، يعمل المشروع بكامل طاقته، محققاً العوائد المستهدفة للمستثمرين ومانحاً دروساً قيمة عن إمكانية الجمع بين الجدوى المالية والأثر البيئي الإيجابي.

كيف يمكن لتداول كابيتال مساعدتك في الاستثمار بالسندات الخضراء؟

في تداول كابيتال، نفهم أهمية الاستثمار المسؤول ونسعى لتقديم أفضل الفرص للمستثمرين المهتمين بالأدوات المالية الخضراء. نحن نقوم بتحليل شامل للوسطاء والمنصات التي توفر إمكانية الاستثمار في السندات الخضراء، ونختار فقط الأفضل منها لعملائنا.

من خلال التسجيل مع تداول كابيتال، يمكنك:

  1. الوصول إلى تحليلات متخصصة حول أداء واتجاهات السندات الخضراء عالمياً وإقليمياً
  2. التعرف على أفضل الوسطاء الذين يوفرون خدمات الاستثمار في السندات الخضراء
  3. الاستفادة من المحتوى التثقيفي الغني الذي نقدمه حول استراتيجيات الاستثمار المستدام
  4. المشاركة في ندوات متخصصة يقدمها خبراء في مجال التمويل الأخضر

لقد بذلنا جهوداً كبيرة لتقييم وتصفية أفضل الفرص الاستثمارية في مجال السندات الخضراء، ونحن على استعداد لمشاركة هذه الخبرة معك.

ملخص السندات الخضراء

تمثل السندات الخضراء تطوراً مهماً في الأسواق المالية، حيث توفر للمستثمرين فرصة فريدة للجمع بين تحقيق العوائد المالية والمساهمة في معالجة التحديات البيئية. مع استمرار تزايد الاهتمام العالمي بقضايا المناخ والاستدامة، من المتوقع أن تستمر هذه الأداة الاستثمارية في النمو والتطور.

للمستثمر العربي، تمثل السندات الخضراء فرصة للمشاركة في هذا الاتجاه العالمي المتنامي، والاستفادة من التطور السريع لأسواق التمويل الأخضر في المنطقة العربية. مع التخطيط الجيد والفهم العميق لخصائص ومخاطر هذه الأدوات، يمكن للسندات الخضراء أن تكون إضافة قيمة لأي محفظة استثمارية متوازنة.

من خلال تداول كابيتال، يمكنك بدء رحلتك في عالم الاستثمار الأخضر، مستفيداً من خبرتنا العميقة في تقييم واختيار أفضل الوسطاء والفرص الاستثمارية في هذا المجال الواعد.

ماذا هي وظيفة السندات الخضراء؟

الأهداف المستدامة للسندات الخضراء تميزها عن بعضها البعض، حيث إنهم يمولون المشاريع التي تساعد في تقليل آثار تغير المناخ أو حماية البيئة.

ما هي السندات الخضراء بعبارات بسيطة؟

السندات الخضراء هي سندات دين صادرة عن منظمة لغرض تمويل أو إعادة تمويل المشاريع التي تساهم بشكل إيجابي في البيئة أو المناخ. 

هل السندات الخضراء استثمار جيد؟

نعم، ستتمكن من تنمية أموالك والمساهمة في العمل المناخي الإيجابي من خلال الاستثمار في السندات الخضراء ومع ذلك، فإن الأمر يستحق البحث في السوق قبل الالتزام بفتح سند أخضر، حيث قد تجد أن سعر الفائدة أقل من ذلك المتاح في بعض أنواع الحسابات الأخرى مثل السندات ذات السعر الثابت.

لماذا يشتري الناس السندات الخضراء؟

توفر السندات الخضراء وسيلة لمساعدة القضايا البيئية من خلال الاستثمار، كما إنها تتيح للمستثمرين كسب عائد وتمويل المشاريع التي تعزز الاستدامة حيث أصدر البنك الدولي أول سنداته الخضراء في عام 2008.

هل السندات الخضراء معفاة من الضرائب؟

لا يتعين على مستثمري السندات دفع ضريبة الدخل على الفائدة من السندات الخضراء التي يمتلكونها.

أي دولة لديها أكبر عدد من السندات الخضراء؟

كانت الولايات المتحدة بين عامي 2014 و 2021، الدولة الرائدة من حيث إصدار السندات الخضراء، وجاءت الصين في المرتبة الثانية، تليها فرنسا، بينما احتلت ألمانيا المرتبة الرابعة.

هل السندات الخضراء منخفضة المخاطر؟

مدة السندات الخضراء التي تصدرها الشركات يكون من 2 إلى 20 عامًا، كما يتراوح العائد على هذه السندات بين 6.5-10.5٪ بناءً على التصنيف الائتماني للسندات معظمها من الدرجة الاستثمارية، وبالتالي فإن مخاطر الإئتمان ومعدلات الفائدة تميل إلى أن تكون منخفضة.

بالنهاية نكون قد أوضحنا ماهي السندات الخضراء السعودية ولما يتم طرحها وأسباب اللجوء إليها وكيفية الاستثمار من خلالها وفوائدها العديدة في الأسوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *